top of page

جديد وحصري

جديد وحصري

السادسة يا زمالك

السادسة يا زمالك.jpg

سامح مبروك يكتب "السادسة يا زمالك" من سلسلة ترندات وتوباكو*.

-    شبيك لبيك .. أؤمر تطاع يا سيد الأنطاع.

 

لم يكن "وصيف الحارس" يتخيل أن تكون تلك نهاية الأحداث الدرامية لليلة الماضية، الليلة التي كانت ظلمتها تتحطم على وقع موجات أشعة الشمس المشرقة، ولكن هذه الأشعة لم تكن قادرة على هزيمة الظلام الثقيل الذي أغشى بصر وبصيرة وصيف أثناء خروجه من صالة الوصول رقم خمسة بمطار فرانكفورت الدولي، فكيف لليلة مثل تلك التي انقضت أن تنمحي من ذاكرة وصيف؟ كيف ينقشع سوادها الحالك بعيدًا عن عينيه؟ كيف تندمل جراحها الغائرة في أعماق قلبه؟

 

فبعد رحلة سريعة، خاض غمارها وصيف عندما داعبه الأمل في نيل فرحة استعصت، أمل انفجرت شرارته عندما عانقت الكرة شباك الأهلي في اللحظات الأخيرة من مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بالقاهرة، فها قد أصبح الأمل قريبًا، والحلم على بعد خطوة، وبعد تلك الولادة المتعثرة لهذا الأمل البعيد، قرر وصيف أن يشد الرحال نحو الدار البيضاء، ليحظى بمشاهدة مباشرة وهانئة، لسقوط غريمه الأزلي. 

 

بالطبع لم يكن وصيف في يوم من الأيام مشجعًا لنادي الوداد المغربي، الذي هو المنافس المباشر للأهلي في هذه البطولة، ولكن اليوم أيًا كان منافس الأهلي حتى لو أتى من قاع الجحيم، سيصبح حليف وصيف وفريقه المفضل، وسيقطع المسافات والقارات لمناصرته ودعمه، ولعلنا لن نلوم في هذا وصيف، لأن هذه دومًا عقلية الأقليات ومدمنو الخسارة عبر التاريخ.

 

ورغم أن الليلة بدأت باهية مشرقة بنور ساطع حمله هدف الوداد في منتصف الشوط الأول من مباراة العودة، إلا أن ختامها كان أسود بل أحمر بلون الدم، حينما قلب الأهلي الحلم لكابوس، أرق حياة وصيف كالعادة، ولم يكتفي لاعبو الأهلي بمعاقبة وصيف في الملعب بالنصر والاحتفال في البطولة، بل عاقبوه حينما صادفوه في المطار، ونالوا من وقاره وكرامته، فانقلبت حياته سواد لا بياض فيه.

 

فانتهى به الحال بعدما هام على وجهه في مدينة فرانكفورت في ساعات الصباح الباكر، وساقته خطواته اليائسة إلى جسر الحب الشهير على نهر الماين في قلب فرانكفورت، إلى جوار ذلك القفل الذي وضعه ورسم عليه خطين أحمرين وقلب، دلالة على حبه الأبدي لناديه المفضل، ولما كان السواد لا ينجلي واليأس يضرب العقل والجوارح، قرر أن يضع حدًا لمعانته في قاع نهر الماين العظيم، وتحت ذكرى حبه الأبدي لناديه.

 

وفي مشهد درامي قاسي، ألقى وصيف بهمومه ويأسه وروحه إلى قاع النهر، ووسط عتمة قاع النهر لمح وصيف بقعة نور تتوهج في أعماق النهر، فاقترب منها بالمتبقي من طاقته وقرر سحبها إلى شاطئ النهر، ليفاجئ بمصباح عتيق يتوهج كأنه نجم لامع يتوهج في عتمة الليل، فمسحه بيده فإذا به يخرج دخانًا كثيفًا من فوهته قبل أن يتجسد من أمامه مارد ضخم يهتف في وصيف بحماس:

-    شبيك لبيك .. أؤمر تطاع يا سيد الأنطاع.

 

هنا أدرك وصيف أن الحظ أخيرًا قد قرر أن يبتسم له وأهداه من وسط اليأس والظلمة، مصباح علاء الدين، فخاطب وصيف المارد ليتأكد.

 

•    انت الجني بتاع مصباح علاء الدين؟

-    نعم سيدي العالة، أم تظنها اشتغالة؟

•    اشتغالة ايه دا انت جيت في وقتك، قولي بقا تقدر تنفذلي ٣ طلبات مش كده؟

-    طلب واحد أيها الحلوف، وإياك تطلب شيئا يخالف المعروف.

•    حلوف، هو انا بتهزأ ولا إيه؟ مش مشكله أهم حاجة المصلحة، طلب واحد طيب، طيب أنا عايز الزمالك يكسب الأهلي في كل البطولات وياخد أفريقيا سبع مرات.

-    كيف لي أن أتحدى إرادة القدر، اطلب لنفسك فقط يا رفيق البقر.

•    ما تتلم يا جني الزفت انت، طيب انا عايز اشوف الأهلي بيخسر وبيتمرمط واشمت فيه.

-    مازلت تحاب الأقدار يا شبيه الحمار.

•    لا دا انت قليل الأدب بجد، طيب بص الزمالك يكسب، وديني لوقت الزمالك بيكسب فيه، سهله أهه، مش انت بتعرف تسافر في الزمن؟

-    نعم أستطيع أيها الشخص الفقيع.

•    طيب خلاص وديني لأحلى وقت في المستقبل يكون فيه الزمالك بيكسب في أفريقيا وهيروح كاس العالم.

-    هذا طلبك الأول والأخير أيها العيوطة أبو برابير.

 

وفجأة اهتزت الأرض من تحت أقدام وصيف وتغيرت الأجواء ووجد نفسه وسط حشد عظيم في استاد ضخم، فنظر من حوله فوجد من حوله مجموعه من جماهير الزمالك فسأل أقرب مجاوريه:

-    معلش يا كابتن قولي ماتش إيه دا؟

*    انت متخلف يا ابني دا أهم ماتش في تاريخ الزمالك، أومال انت هنا بتعمل ايه؟

-    بجد! أنا جاي أشجع الزمالك، بس معلش طاوعني أصلي مصدع شويه وحاسس إني دايخ، قولي احنا سنة كام؟

*    دا انت ضايع، احنا سنة ٢٠٣٥.

-    ياه، دا أنا بعدت قوي، طيب دا نهائي أفريقيا ولا نهائي كاس العالم للأندية.

*    نهائي إيه وكاس عالم إيه يا عم انت؟ هو انت مش معانا عالكوكب ولا ايه؟

-    لا يا عم معاكوا بس انت بتقول أهم ماتش في تاريخ الزمالك؟ هيكون الأهم إزاي يعني؟

*    النهاردة أخر ماتش في دور المجموعات ولو كسبنا مازيمبي النهاردة ٦ – ٠ والترجي خسر فرق ٣ هنصعد ان شاء الله لدور الثمانية.

-    يا راجل؟ الثمانية؟ والترجي هيلاعب مين؟

*    ولاية ديتشا.

-    أحيه.

*    اهتف معايا يا صاحبي يالا: بالدم بالروح أفريقيا مش هتروح ... السادسة يا زمالك.

* ترندات وتوباكو هي مقالات في هيئة قصص قصيرة مستوحاة من ترندات فضاء المنصات الاجتماعية ولا تمثل أي شخصيات أو أحداث حقيقية.

logo%20samih%20mabrok2.png
  • White LinkedIn Icon
  • White Facebook Icon
  • White Twitter Icon
  • White Instagram Icon
bottom of page